الرئيسية شخصيات القرية التراثية تحترق!

القرية التراثية تحترق!

2 دقيقة قراءة
0
766

أقرع الواقفات

*مقاصد*
عمر إبراهيم الأمين
omeribraheem@live.com
كتبنا حول أهداف العواصم الثقافية الإسلامية، قبل ٢٠١٧م بثلاث سنوات، وكتبنا عند الافتتاح وأثناء الفعاليات وفي الختام، وبعد ذلك وسنظل نكتب طالما ان هذه الورثة من نصيب أبناء سنار ، عشرات الملايين من الدولارات صرفتها الحكومة الاتحادية وساهمت المنظمات الاقليمية والدولية ودول العالم الاسلامية عبر وزراء تقافتها رأت أن سنار تستحق أن تكون عاصمة ثقافية وتم تنفيذ المشروع على أمل أن تتحقق الأهداف المنشودة وكانت الحصيلة منافية لهذه الأهداف فدولة السلطنة الزرقاء التي عاصمتها سنار احتوت التنوع بكافة أشكاله، ونبذت الجهوية، وتركت لنا تراثاً وميراثاً شكل الشخصية السودانية بكل قيمها، وحضارتها، وعلمها، وسلوكها، ومؤسساتها، ومعاملاتها ولكننا اليوم لم نرَ من العاصمة الخرطوم سوى الاستحواز، والتغول، والاستضعاف، وضاع الحلم الذي اختطفته وزارة الثقافة بالخرطوم لتديره بعيداً عن الإطار المكاني والوجداني والانساني وجاءت الفعاليات باهتة لأنها قدمت لضيوف الفعاليات نسخة مزيفة من الآثار، والتراث، والمقتنيات، والمعالم، وقدمت شخصيات منتحلة لتمثل أحفاد المكوك و أعلام الحضارة السنارية، وخلفاء مرجعيتها الثقافية والتراثية والفكرية ووبذلك تجاهلت المجتمع الحقيقي لمهد الحضارة والثقافة الاسلامية، ورمزت لها ببدائل من العاصمة السياسية، وهذا هو الواقع عندما يتسلط أرباب السياسة في محاولة لسرقة التاريخ، ومحاولة انتحال الشخصية الحضارية، وبالتالي نشبت المنازعات حول الأمور المادية، والميزانية وضاعت الأهداف الكلية.
والمكسب الوحيد الذي يضمن استمرارية العلاقة بين سنار وتلك الدول هو اعتماد الموقع كمركز اقليمي للحوار والتنوع تسهم الايسسكو والمنظمات الأخرى في تنشيط برامجه ومشاريعه و ورش عمله، ودراساته، مما يتيح لسنار فرصة تحقيق جزء من أهداف العواصم الثقافية، (يمكن الاطلاع على الأهداف بموقع الايسسكو على شبكة المعلومات الدولية ولكن التخطيط بدأ يتلاشى شيئاً فشيئا، وحلت محله النزاعات وأسست العاصمة السياسية القابضة داخل وزارة الثقافة بالخرطوم نسخة من المركز لتبسط هيمنتها على الميزانية وأصول سنار عاصمة الثقافة الاسلامية، من سيارات وأجهزة وأثاثات وأصول لا يعرف مفرداتها إلا قلة من النافذين في أطراف النزاع بين الخرطوم وسنار، وقام الولاة المتعاقبون بالصرف على الأجسام التي تدير المنشآت بسنار، وحتى هذه اللحظة لم نرَ استعادة لنصيب سنار في الميراث، ونزل السلطان بادي السياحي كانت فائدته الوحيدة الملموسة انه استضاف مركز العزل، أما القرية التراثية التراثية التي كلفت المليارات فقد تحولت إلى هشيم تزروه الرياح واحترقت بعض مبانيها المشيدة من قش النال والتي كانت ترمز لأقاليم ثقافية بالسودان .
كانت هذه مقدمة لملفات قادمة سوف نطرحها للرأي العام



صفحة نوافذ دوت نت

تحميل المزيد من المقالات ذات الصلة
تحميل أكثر من الصحفي عمر الشيخ
تحميل المزيد في شخصيات
التعليقات مغلقة.

راجع ايضا

المبارك شداد..البرلماني الطبيب

المبارك شداد ولد المبارك الفاضل شداد بمدينة بارا في 1915م وهو من أسرة اشتهر أفرادها بالعلم…